تقرير – رضا هلال

وافق مجلس إدارة مجموعة البنك الأفريقي للتنمية على حزمة تمويلية تصل إلى 184.1 مليون دولار أمريكي لدعم تطوير مشروع أوبليسك للطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة 1 غيغاواط ونظام تخزين بطاريات بسعة 200 ميغاواط/ساعة في محافظة قنا بصعيد مصر، ليصبح أكبر مشروع من نوعه في القارة الأفريقية.

ويشمل المشروع تصميم وبناء وتشغيل وصيانة محطة توليد كهرباء من الطاقة الشمسية الكهروضوئية متكاملة مع نظام لتخزين الطاقة باستخدام البطاريات. وستكون الشركة المصرية لنقل الكهرباء هي المشتري الحصري للطاقة المنتجة بموجب اتفاقية شراء مدتها 25 عامًا.

تُقدّر التكلفة الإجمالية للمشروع بأكثر من 590 مليون دولار. وتشمل حزمة البنك الأفريقي تمويلًا بقيمة 125.5 مليون دولار من الموارد العادية، و20 مليون دولار من صندوق الطاقة المستدامة لأفريقيا (SEFA)، و18.6 مليون دولار من صندوق المناخ الكندي-الأفريقي، و20 مليون دولار إضافية من صندوق تكنولوجيا المناخ التابع لصناديق استثمار المناخ (CIF). كما سيتم استقطاب تمويل إضافي من مؤسسات تمويل تنموية أخرى.

وقد منحت الحكومة المصرية المشروع الرخصة الذهبية ضمن منصة “نُوَفِّي” (Nexus of Water, Food, and Energy – NWFE)، باعتباره مشروعًا استراتيجيًا يساهم في مواجهة التحديات الطاقوية ودفع التحول نحو مصادر الطاقة النظيفة.

وأكدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي:

“يمثل مشروع أوبليسك خطوة جديدة مهمة في مسيرة مصر نحو تحقيق أهداف منصة نُوَفِّي، التي أطلقت في قمة المناخ COP27، ونجحت في جذب استثمارات خاصة بقيمة 4 مليارات دولار لإضافة 4.2 غيغاواط من الطاقة المتجددة. نهدف عبر البرنامج إلى إضافة 10 غيغاواط من الطاقة المتجددة بحلول 2030، واستبدال 5 غيغاواط من مصادر الطاقة الأحفورية”.

من المتوقع أن يبدأ تشغيل المشروع بالكامل في الربع الثالث من عام 2026، وأن ينتج سنويًا نحو 2,772 غيغاواط/ساعة من الكهرباء النظيفة والمستقرة، مع تقليل الانبعاثات الكربونية بحوالي مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا. كما سيوفر نحو 4000 فرصة عمل خلال فترة البناء، و50 وظيفة دائمة أثناء التشغيل، مع تركيز خاص على توظيف الشباب والنساء.

وقال كيفين كاريـوكي، نائب رئيس البنك للطاقة والمناخ والنمو الأخضر:

 “يعكس مشروع أوبليسك التزام مصر والبنك الأفريقي بتعزيز التحول الطاقوي المستدام، وتحقيق هدف إنتاج 42٪ من الكهرباء من مصادر متجددة بحلول عام 2030، مع دعم النمو الاقتصادي وتقليص الانبعاثات”.

من جانبه، صرّح أولريك شانون، سفير كندا لدى مصر:

“تفخر كندا بدعم تطوير الطاقة الشمسية في مصر. هذه المبادرة تمثل خطوة ملموسة نحو تعزيز أمن الطاقة واستقرارها لصالح الشعب المصري، ونحن سعداء بالشراكة مع البنك الأفريقي للتنمية في دعم التحول نحو اقتصاد منخفض الكربون”.

يأتي مشروع أوبليسك متسقًا مع استراتيجية البنك العشرية، و”الاتفاق الجديد للطاقة في أفريقيا”، والخطة القطرية للبنك في مصر، بالإضافة إلى الأطر الاستراتيجية لصندوق SEFA، ما يعزز التوجه نحو زيادة حصة الطاقة المتجددة في القارة وجذب الاستثمارات التجارية للقطاع.

وقال والي شونيبار، مدير حلول وتمويل الطاقة بالبنك:

 “هذا المشروع مثال حي على كيفية تحقيق التوازن بين الأمن الطاقوي، وتكلفة الطاقة، والتنمية المستدامة، كما يُعد نموذجًا قابلًا للتكرار في دول أفريقية أخرى”.