
وادينا نيوز – سحر رجب
في مشهد إنساني عكس عمق التضامن الإقليمي مع الشعب الفلسطيني، جمعت فعالية استضافتها السفارة التركية في القاهرة مئات العائلات الفلسطينية والمصرية في مقر إقامة السفير التركي، مساء أمس الجمعة، في لقاء يهدف إلى تعزيز روح الأخوّة والدعم المشترك في ظل الأزمة المستمرة في قطاع غزة.
تضامنٌ إنساني يتجاوز الحدود
نُظّمت الفعالية بالتعاون مع هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات (IHH) التركية، وبمشاركة جمعية الوفاء للتنمية المصرية، وبموافقة ودعم من السفارة الفلسطينية في القاهرة.
حضر اللقاء نحو 300 عائلة فلسطينية من المقيمين في مصر بعد لجوئهم من قطاع غزة، بالإضافة إلى 100 عائلة مصرية من ذوي الدخل المحدود، فيما واكب الفعالية أكثر من 100 صحفي وإعلامي مصري.
تميز الحدث بطابع شعبي وإنساني، حيث تخلله تقديم وجبات طعام ومساعدات نقدية للعائلات المشاركة، إلى جانب عروض فنية أبرزت الثقافة الفلسطينية، مثل رقصة الدبكة التي قدمها عدد من الشباب الفلسطينيين، وأغانٍ وطنية أداها أطفال من غزة.
السفير التركي: “لن نسمح بتهجير أهل غزة”
وفي كلمة خلال الفعالية، أكد السفير التركي في القاهرة، صالح موطلو شن، أن بلاده بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، تواصل مد يد العون للفلسطينيين سواء داخل غزة أو في مصر، وقال:
“نقف إلى جانب أهلنا الغزاويين، ونرفض رفضًا قاطعًا ما يُسمى بالترحيل الطوعي أو القسري لهم، سواء إلى مصر أو إلى أي دولة أخرى.”
وأوضح أن تركيا، بالتعاون مع السلطات المصرية، أدخلت مؤخرًا 180 شاحنة مساعدات إنسانية عبر معبر العريش، وتعمل على تفعيل الشحن البحري لتوسيع نطاق الدعم.
كما شدد على أن تركيا لن تسمح بتحويل معاناة سكان غزة إلى وسيلة لتفريغها من سكانها.
وأشار إلى أن مصر استقبلت ما يقرب من 100 ألف لاجئ فلسطيني منذ بدء الأزمة، مؤكدًا أن تركيا تقدم كل ما في وسعها لتخفيف الأعباء عن مصر، سواء من خلال الدعم المادي أو البرامج التعليمية والصحية.
التعليم والمساعدات على جدول الدعم التركي
وسلط السفير الضوء على مبادرة إنسانية مهمة قامت بها تركيا مؤخرًا، بالتعاون مع مؤسسة عزيز محمود هدّيي، تمثلت في سداد رسوم التعليم الجامعي لعشرة آلاف طالب فلسطيني في الجامعات المصرية.
كما أشار إلى أن عيد الأضحى هذا العام شهد تنفيذ حملات أضاحي واسعة داخل مصر، بتمويل تركي، لصالح المحتاجين من العائلات الفلسطينية والمصرية.
رسالة أمل لأبناء غزة
في ختام كلمته، وجّه السفير التركي رسالة إلى اللاجئين الفلسطينيين في مصر قائلاً:
“لا تنسوا فلسطين… حافظوا على الأمل في العودة، فالوطن باقٍ بكم وبصبركم، والعالم الإسلامي لن يتخلى عنكم.”
وأضاف أن تركيا ستواصل المشاركة الفعالة في مفاوضات وقف إطلاق النار الجارية بالتنسيق مع مصر وقطر والولايات المتحدة، وستظل على موقفها الثابت والداعم لقضية الشعب الفلسطيني.
تضامن حقيقي أم رسالة سياسية؟
بينما كانت القاعة تعج بالأغاني الوطنية الفلسطينية ووجوه الأطفال المليئة بالفرح، بدا أن الفعالية لم تكن مجرد حدث خيري، بل رسالة سياسية وإنسانية من عدة أطراف، تتلخص في جملة واحدة:
غزة ليست وحدها.
لا توجد تعليقات بعد.