“جسور من الروح والتراث”.. فعالية تحتفي بالهوية الثقافية للشعوب الأصلية وتدعو لحمايتها
سحر رجب
في أجواء مفعمة بالأصالة والتنوع الثقافي، انطلقت فعالية ثقافية متميزة جمعت بين الحاضر والماضي، احتفلت شعوب جبال النوبة السودانية بالقاهرة باليوم العالمي للشعوب الأصلية بالنادي الايطالي كارديوس وسط البلد بالقاهرة تزامنا مع اليوم العالمي للشعوب الأصلية الذي اقرته منظمة الامم المتحدة للاحتفال بالسكان الاصليين بالتعاون مع المنتدى العالمي الدائم لشعب جبال النوبة الاصلي السودان تحت عنوان “مبادرة الاحتفاء باليوم العالمي للشعوب الأصلية”
هوية تُحيا.. لا تُنس
حضر الاحتفال عدد من الشخصيات منهم ميلاد موسى رئيس المجلس التمثيلى لأبناء جبال النوبة بجمهورية مصر العربية الاستاذ موجو خليفة كافي رئيس المنتدى العالمي الدائم لشعب جبال النوبة الاصلي/ السودان، بحضور علاء اسحق رئيس مجلس إدارة النادى الثقافى النوبى الدكتورة سياما اليقو سامسون، وآمنة فزاع رئيس نادي المراة الافريقية ، المستشار سالم العقيلى رئيس جمعية تراث بلدنا الحديثة ،
شهد الاحتفال مشاركة عدد من الفرق التراثية لشعب جبال النوبة (فرقة مندي للفنون الشعبية) و (فرقة شمس اللبو للثقافة والتراث الشعبي) و (وفرقة الفنان جمال كافي).
كما شهد البرنامج مشاركة الفنانين
الكبيرين ( حبيب و رامبو ). وعدد من الفنانين الشباب،
كما شهد الاحتفال حضور وصيفة ملكة جبال النوبة بمصر الكندكة : ايمان يعقوب.
احتوى البرنامج ايضا على ثلاثة معارض ثقافية ( معرض الاكسسوارات، معرض المنتجات المحلية، معرض الماكولات او المطبخ) هذه المعارض التي تحكي عن أصالة انسان جبال النوبة وثقافته الممتدة عبر التاريخ، كان في لجنة المعارض كل من ( مجاهد جومين رئيس اللجنة، اووه عوض ، كووه كافي، ومحمد سيمبا).
وشدد الحضور على أن الهوية الثقافية ليست مجرد رموز أو طقوس تُمارس في المناسبات، بل هي روح متجددة يجب أن تنتقل للأجيال القادمة، حاملةً معها قصص الأجداد، وحكم التاريخ، وتجارب الشعوب التي قاومت التهميش وحافظت على أصالتها.
دعوة لحماية الذاكرة الجماعية
ومن أبرز ما جاء في الفعالية، دعوة صريحة لتوثيق وأرشفة مثل هذه الفعاليات الثقافية، باعتبارها سجلاً حيًا للتراث الإنساني المهدد بالاندثار.
حيث أشارت الدكتورة إلى أن الأرشفة لا تعني فقط الاحتفاظ بالتسجيلات أو الصور، بل تشمل أيضًا نقل المعارف الشفوية، والحكايات، والممارسات التي لا تزال تُمارس في المجتمعات الأصلية حتى اليوم.
وأوضحت أن التوثيق المنتظم يمكن أن يسهم في دعم الجهود التعليمية، وتوفير مرجع غني للباحثين والمهتمين بالشأن الثقافي والتراثي.
تكريمات.. وامتنان متبادل
وقبل اختتام الفعالية، جاءت فقرة التكريمات التي حملت الكثير من الامتنان والعرفان للمشاركين والداعمين، من شخصيات ثقافية وأكاديمية وممثلين عن المجتمعات الأصلية، حيث تم منح شهادات تقدير وهدايا رمزية تعكس الطابع الثقافي الفريد لكل مجتمع.
وفي كلمة الختام، عبّر المنظمون عن شكرهم العميق لجميع من ساهم في إنجاح هذا الحدث، مؤكدين أن مثل هذه الفعاليات ليست سوى بداية لسلسلة من المبادرات التي تهدف إلى مدّ جسور التفاهم بين الشعوب، وبناء عالم أكثر احترامًا للتنوع الثقافي.
نحو مستقبلٍ متجذر في الأصالة
“جسور من التعاون والتفاهم” لم تكن مجرد فعالية، بل رسالة واضحة إلى العالم: أن التنمية لا تتحقق إلا بتمكين الجميع، وأن الثقافات الأصلية ليست من الماضي، بل من الحاضر والمستقبل أيضًا. وبينما تتسارع خطى الحداثة، لا بد من التوقف للحظة تأمل نعيد فيها الاعتبار لجذورنا، ونحفظ بها روح شعوبٍ أعطت الكثير، وما زال لديها الكثير لتقدمه.
لا توجد تعليقات بعد.