“فاسيلييف” في القاهرة: حوار مفتوح مع عميد المستشرقين الروس حول الشرق الأوسط وإفريقيا

سحر رجب
يستضيف البيت الروسي بالقاهرة، في السادسة مساء الأربعاء 3 سبتمبر 2025، لقاءً مفتوحًا مع البروفيسور ألكسي فاسيلييف، عميد المستشرقين الروس، في قاعة الندوات بمقر المركز الثقافي الروسي بالدقي.
يأتي هذا اللقاء كفرصة استثنائية للحوار المباشر مع أحد أبرز المفكرين الروس المعاصرين، حيث سيتناول سبل تعزيز التعاون بين روسيا ودول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مستعرضًا رؤيته العميقة للسياسة الإقليمية والدولية.
يُعد فاسيلييف، الذي ارتبط بمصر على مدى عقود، شخصية محورية في دراسات الشرق الأوسط، مما يجعل هذا الحدث محط أنظار المثقفين والمهتمين بالشأن الروسي في مصر.
فاسيلييف: مسيرة حافلة بالإنجازات
ألكسي فاسيلييف، دكتور في العلوم التاريخية وعضو أكاديمية العلوم الروسية، يترأس معهد الدراسات الإفريقية كرئيس فخري، وهو خبير متخصص في تاريخ وسياسة دول الشرق الأوسط وإفريقيا.
شغل منصب المبعوث الشخصي للرئيس الروسي في المنطقتين لمدة ثلاثة عقود، مما منحه خبرة استثنائية في العلاقات الدولية.
مؤلفاته، التي تُرجمت إلى العديد من لغات العالم، تشمل كتاب “مصر والمصريون”، الذي يتناول تطور المجتمع المصري منذ العصور القديمة حتى اليوم، و”تاريخ العربية السعودية”، الحائز على جائزة “تشويس” العالمية.
كما تناول في كتبه قضايا مثل الإصلاح الإسلامي، الوهابية، والعلاقات الروسية مع الشرق الأوسط، مما يعكس عمق تحليلاته وتنوع اهتماماته.
حصل فاسيلييف على وسام الشرف، ووسام العمل الشجاع تقديرًا لإسهاماته العلمية والدبلوماسية، مما يجعله رمزًا للجمع بين الفكر الأكاديمي والتأثير السياسي.
ارتباطه بمصر ليس جديدًا؛ فقد عاش فيها طالبًا بجامعة القاهرة، وعمل مراسلًا لصحيفة “برافدا” الروسية، وزاد من حضوره بزيارات متكررة، كان آخرها العام الماضي بدعوة من الجمعية المصرية لخريجي الجامعات الروسية والسوفيتية.
لقاء يفتح آفاق الحوار
يتيح هذا اللقاء فرصة نادرة للتواصل المباشر مع فاسيلييف، الذي يتقن اللغة العربية، مما يضمن حوارًا سلسًا ومثمرًا. سيناقش فاسيلييف أحدث التطورات في السياسة الخارجية الروسية تجاه الشرق الأوسط وإفريقيا، مع التركيز على سبل التعاون بين روسيا ودول المنطقة.
وفي تصريح لفاديم زايتشيكوف، مدير المراكز الثقافية الروسية في مصر، يُعد هذا الحدث فرصة ذهبية للمثقفين المصريين والمهتمين بالشأن الروسي لتبادل الأفكار مع أحد المفكرين الروس المعاصرين.
من جانبه، أكد الدكتور شريف جاد، مدير النشاط الثقافي بالبيت الروسي، أن فاسيلييف يمتلك علاقة خاصة بمصر، حيث عاش فيها ودرس فيها وعمل فيها، مما يجعل حديثه عن المنطقة مزيجًا من الخبرة الأكاديمية والتجربة الشخصية. وأضاف جاد أن هذا اللقاء يعكس التزام المركز الثقافي الروسي بتعزيز الحوار الثقافي والسياسي بين مصر وروسيا.
تأثير فاسيلييف: جسر بين الثقافات
يُعد فاسيلييف رمزًا للجسر الفكري بين روسيا والعالم العربي. كتبه، مثل “روسيا في الشرقين الأدنى والأوسط: من التبشيرية إلى البراجماتية” و”جسر عبر البوسفور”، قدمت تحليلات معمقة للعلاقات الدولية في المنطقة، مع الأخذ بعين الاعتبار عوامل مثل النفط والتطرف الديني.
هذا اللقاء يتيح للحضور فرصة استكشاف هذه الرؤى من خلال حوار مباشر، مما يعزز فهم السياسات الروسية وتأثيرها على المنطقة.
يُمثل اللقاء المفتوح مع ألكسي فاسيلييف في البيت الروسي بالقاهرة حدثًا استثنائيًا يجمع بين الفكر الأكاديمي والخبرة الدبلوماسية. إن قدرته على مناقشة قضايا الشرق الأوسط وإفريقيا باللغة العربية، إلى جانب تجربته العميقة في المنطقة، تجعل هذا الحدث فرصة لا تُفوت للمثقفين والباحثين والمهتمين بالسياسة الدولية.
في زمن تتسارع فيه التطورات الإقليمية، يأتي هذا الحوار ليسلط الضوء على دور روسيا كلاعب محوري في المشهد السياسي، معززًا التواصل الثقافي والفكري بين مصر وروسيا.
لا توجد تعليقات بعد.