أخبار عربية و دوليةغير مصنف

السفارة الصينية تحتفل بتراث العيد في ليلة عائلية ساحرة

قمر نصف الخريف يضيء سماء القاهرة

 

وجدي عبد العزيز

تحت أضواء القمر الدائري الذي يرمز إلى الوحدة والازدهار، أقامت السفارة الصينية في القاهرة مساء أمس ، حفلاً احتفاليًا بأعياد نصف الخريف (Zhongqiu Jie)، أحد أبرز الأعياد التقليدية في الثقافة الصينية، الذي يُحتفل به عادةً في منتصف الخريف للاحتفاء بالحصاد واللقاء العائلي.

رغم أن العيد الرسمي يقع في 6 أكتوبر 2025، إلا أن هذا الاحتفال المبكر جاء كجسر ثقافي يعزز الروابط بين الصين ومصر، في إطار الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، مشددًا على قيم التراث المشترك في احتضان الطبيعة والعائلة.

جمع الحفل، الذي عقد وسط أجواء احتفالية مليئة برائحة الكعك التقليدي، أكثر من 300 ضيف من الدبلوماسيين المصريين والصينيين، بحضور المهندس حمدي السطوحي مساعد وزير النقافة المصري رئيس قطاع صندوق التنمية التقافية، والدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء الأسبق، وممثلي الجهات الحكومية، والجالية الصينية في مصر، بالإضافة إلى فنانين وشخصيات ثقافية محلية.

بدأ البرنامج بكلمة ترحيبية للقائم بأعمال السفير الصين في مصر قائلا :سيستقبل الشعب الصيني بعد أيام عيد منتصف الخريف السنوي الذي يعد من أهم الأعياد لدى الأمة الصينية، مضيفا أنه في التقافات الصينية، يرمز البدر إلى لم الشمل، والقمر في عيد منتصف الخريف وفي هذا العيد، يجتمع أعضاء الأسرة ويتناولون كعكة العيد، مستمتعين بلحظات لم الشمل، متمنين السلام والاستقرار للمجتمع.

وأضاف: في مصر، يرمز البدر إلى الاكتمال والحصاد والسعادة أيضا، ويتشارك الشعبان الصيني والمصري نفس التطلعات إلى حياة أجمل.

وتابع: تجسد التنمية في قوانغدونغ للصين بالمنفعة المتبادلة والكسب المشترك والدفع ببناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، مضيفا أنه بفضل الشراكة الاستراتيجية بين الرئيس الصيني شي جينبينغ والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تتطور العلاقات الصينية المصرية بشكل مزدهرا، وهي في أفضل مراحلها بالتاريخ، إذ ينظر كلا الجانبان إلى العلاقات مع الأخر بمنظور بعيد المدى، ويتباد لان الدعم لبعضهما البعض في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية للجانب الآخر، ويحقق التعاون العملي في كافة المجالات نتائج مثمرة.

واختتم القائم بأعمال سفير الصين: إننا لعلى استعداد للعمل مع مختلف أوساط البلدين، على تنفيذ التوافقات الاستراتيجية بين رئيسي البلدين، وتعزيز تقارب قلوب الشعبين من خلال تكثيف التبادلات الإنسانية، والدفع بالشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين نحو مستويات أعلى ومجالات أوسع، ويخلق مستقبلا مشرقا للتحديث في كلا البلدين.”

من جانبه أكد حمدي السطوحي، مساعد وزير الثقافة، أن الحضارة الانسانية هي واحدة ولكن لديها جذور هي الصين ومصر ، مضيفا: “عيد منتصف الربيع يدعونا إلى لم شمل الاسرة”.

وأضاف أن الفترة الماضية شهدت تعاونا في المجالات الثقافية، قائلا: “اعتبر نفسي من الأسرة الصينية المصرية، القمر نصفه دائما مكتمل ولكن مع دورانه يظهر جزء منه ومرور الايام يظهر الجزء المكتمل، وعلينا ان نجعل كل ايام السنة احتفالا لاكتماله ونسعى للم الشمل”.

والجدير بالذكر أن هذا العيد يعود جذوره إلى أكثر من 3000 عام، منذ عهد سلالة شانغ (حوالي 1600-1046 قبل الميلاد)، حيث كان يُحتفل به كعيد حصاد يعكس الاعتقادات القديمة في تجدد الحياة المرتبط بالقمر والماء.

ويأتي هذا الحفل في سياق تصاعد التبادلات الثقافية بين القاهرة وبكين، حيث سجل التعاون الثقافي زيادة بنسبة 40% في 2025، بفضل مبادرات مثل “حزام واحد طريق واحد” التي شملت ورش عمل مشتركة في الفنون التقليدية. وأعربت ضيوف مصريون عن إعجابهم بالعمق الروحي للعيد، معتبرين إياه مشابهًا لأعياد الحصاد في التراث الفرعوني، مثل احتفالات “شام النسيم”. كما شمل البرنامج جلسات توعية بيئية حول الحفاظ على التراث، مستوحاة من تقاليد العيد مثل إطلاق الفوانيس (Kongming Lanterns) التي تحمل أمنيات السلام، مع التأكيد على تجنب الإفراط للحفاظ على البيئة.
مع اقتراب العيد الرسمي في أكتوبر، يُعد هذا الاحتفال دعوة مفتوحة للمصريين لاستكشاف المزيد من الثقافة الصينية، حيث أعلنت السفارة عن فعاليات إضافية في أكتوبر تشمل ورش عمل لصنع كعك القمر في مراكز ثقافية بالقاهرة. هل يصبح نصف الخريف جسرًا جديدًا للصداقة المصرية-الصينية؟ النجوم والقمر يشهدان على ذلك.

اظهر المزيد

نموذج التعليق


لا توجد تعليقات بعد.

زر الذهاب إلى الأعلى