الأمن السيبراني في قلب التحول الرقمي: خبراء ESGRI يرسمون ملامح جيل 2030

ضحى محمد
في زمن تتسارع فيه التحولات التكنولوجية، وتتصاعد معه التحديات الرقمية التي تطال الأفراد والمؤسسات على حد سواء، جاء انعقاد قمة الشمول المالي والرقمي للشباب في نسختها الثالثة ليؤكد أن حماية الأمن الشخصي والمجتمعي لم تعد رفاهية، بل أصبحت ضرورة وطنية ومجتمعية.
القمة التي تنظمها وزارة الشباب والرياضة من خلال وحدة الشمول المالي والرقمي والذكاء الاصطناعي بالمركز الأوليمبي بالمعادي، حملت هذا العام شعار “جيل 2030″، وجمعت نحو 200 شاب وشابة من مختلف الجامعات ومراكز الشباب وذوي الهمم، بحضور خبراء محليين ودوليين في الأمن السيبراني والشمول الرقمي.
جلسة محورية حول الأمن السيبراني
من أبرز فعاليات القمة جاءت الجلسة الحوارية التي حملت عنوان: “الأمن السيبراني والشمول الرقمي: الأمن الشخصي في ظل التحول الرقمي”، والتي شهدت مشاركة فاعلة من خبراء اتحاد الخبراء والاستشاريين ESGRI.
ركزت الجلسة على العلاقة التكاملية بين الأمن السيبراني وتعزيز الشمول المالي والرقمي، حيث تمت مناقشة أحدث التوجهات العالمية لحماية البيانات الشخصية، والتصدي لجرائم التقنية، وتقديم نماذج عملية للحوكمة الرقمية كأداة لتحقيق التنمية المستدامة.
رؤية الخبراء والتحذيرات
اللواء حامد فايد، الخبير في مكافحة جرائم تقنية المعلومات، أكد أن الأمن السيبراني يمثل خط الدفاع الأول في مواجهة المخاطر الرقمية التي تهدد الشباب بشكل خاص. وقال في كلمته:
“لا يمكن أن نتحدث عن شمول مالي ورقمي حقيقي دون بناء منظومة حماية متكاملة للأفراد. فالتطبيقات غير الآمنة وعمليات التصيد الاحتيالي أصبحت تهديداً يومياً يتطلب يقظة دائمة ومسؤولية مشتركة بين الحكومات والشركات.”
من جانبهم، شدد خبراء ESGRI على أن التحول الرقمي الناجح لا يقوم فقط على تطوير البنية التكنولوجية، بل يعتمد بالأساس على بناء وعي مجتمعي متكامل. وأكدوا أن تبني استراتيجيات لحوكمة المخاطر الرقمية يمثل الضمانة الحقيقية لتمكين الشباب من قيادة التغيير بأمان وكفاءة.
جيل 2030 في الواجهة
القمة لم تقتصر على استعراض المخاطر، بل ركزت أيضاً على استثمار طاقات الشباب وإعدادهم ليكونوا قادة التحول الرقمي في مصر والمنطقة.
وقدمت فعالياتها رسالة واضحة مفادها أن جيل 2030 هو ركيزة المستقبل، وأن تأهيله بالمعرفة الرقمية والقدرة على حماية بياناته وبيئة عمله هو استثمار في أمن واستقرار المجتمع.
أبعاد إستراتيجية للتنمية المستدامة
ارتبط النقاش كذلك برؤية مصر للتنمية المستدامة، حيث أبرز الخبراء أن الحوكمة الرقمية ليست مجرد أداة تقنية، بل هي رافعة أساسية لتحقيق أهداف اقتصادية واجتماعية، من خلال تعزيز الثقة في المعاملات الإلكترونية، وتوسيع قاعدة المستفيدين من الخدمات المالية الرقمية.
وختاما أثبتت قمة الشمول المالي والرقمي للشباب أن الأمن السيبراني لم يعد قضية تقنية فقط، بل أصبح قضية تنموية ومجتمعية بامتياز.
ومع مشاركة خبراء ESGRI وقيادات مكافحة الجرائم الرقمية، ترسخت القناعة بأن بناء جيل واعٍ رقمياً هو التحدي الأكبر، والفرصة الأهم، في مسيرة مصر نحو2030.
لا توجد تعليقات بعد.